martes, 24 de julio de 2012

حوار الشهر مع السيد محمد الستاتي: كاتب الجمعية الاسلامية بطراسا

UCIDCAT.INFO  أجرى الحوار ميلود رافيا من مدينة بالاكير
 بسم الله الرحمان الرحيم
 كان لا بد أن ننتهز فرصة زيارة أحد أعلام العمل الجمعوي بكطولونيا عامة والجمعية الأسلامية بطراسا خاصة. ألفناه في جل الملتقيات الوطنية والإقليمية، عرفناه بوضوح مواقفه، ونشهد له إن شاء الله بالحلم و حسن الخلق. إنه الكاتب بالجمعيتين، الجمعية الإسلامية بطراسا والجمعية الثقافية الإسلامية بطراسا، السيد محمد الستاتي، 33 سنة، طالب باحت، يحضر دكتورته في علم الطاقة  والإنتقال الحراري ومن مواليد مدينة القصر الكبير بالمغرب. أجرينا معه هذا الحوار في 12 أبريل 2012 وهذا نصه
 س) السيد محمد مرحبا، بداية كيف يبدو لكم المشهد الجمعوي الإسلامي في كاطالونيا خاصة و إسبانيا عامة، شكرا، في الحقيقة لايبدو كما يستحسحن يكون عليه، فهو يتخبط في العشوائية وسوء التدبير. سببه الإرتجالية وقلة التجربة في الميدان، ولو أن هناك من الجمعيات من إستطاعت أن تخرج من النفق و أصبح لها سيْت ومثلت المسلمين تمثيلا مشرفا، رغم يفاعة عمرها فقد أنتقلت إلى العمل المؤسساتي واستثمرت في الطاقة البشرية، كونت وأستقطبت أطر، مما أهلها لعقد لقائات ونقل تجربتها لشقيقاتها الشيئ الذي كان من ثماره تكوين إتحادات و فدراليات أفضت إلى إنجازات يحتدى بها.
 س) في رأيكم ما هو السبيل المختصر والمنصوح سلكه لباقي الجمعيات لتواكب قريناتها أولا التكوين، التكوين، التكوين. وينبغي أن يكون تكوينا حداثيا يستجيب لمعطيات الزمان و المكان، في اللغة والتسير الإداري، ثم الإستثمار في الطاقة البشرية وأخيرا التواصل مع الجمعيات الأخرى في مختلف الميادين قصد كسب التجربة و الخبرة لأنهما أمران لا يكتسبان إلا عن طريق الإنذماج مع الأخر وتنظيم أنشطة ولقاءات مشتركة، وهذا هو التحدي الواجب كسبه

 س) ولأن لجمعيتكم باع طويل في العمل الجموي بشكل عام والشأن الديني بشكل خاص، دعنا نستفيد من تجربتكم بصفتكم عضو فاعلافيها لما يزيد عن خمس سنوات خير مثال أعطيه لك هي مسألة الإكتفاء الذاتي والإستقلالية المالية التي تنهجها الجمعية في مشاريعها الكبرى. في حدود سنة 2007 لم يعد مسجدنا يستوعب العدد الهائل من المصلين و الوافدين الجدد على المدينة، مما إظطرنا لشراء مساحة أخرى لنلحقها بالمسجد لتصل مساحته الإجمالية إلى1500 متر مربع. بعد فضل الله عزّ وجلّ وتوفيقه، ما كان هذا ليكون لولم تتخذ الجمعية بالأسباب أولا لتوحيد القلوب على الخير والتنافس فيه ثم أن تتعامل بطريقة مؤسساتية ونزيهة مع الجميع، بمعنى أننا أعلنا عن جمع عام عرضنا فيه المشروع بما فيه من تحدياته. أستقبلنا الإقتراحات، أشركنا في المشروع متطوعين، ثم أشرفنا اخرين على إدارة العمل. فجائت النتيجة في مستوى الطموح. إستطعنا تغطية كل المصاريف والتي ناهزت 300،000 أورو، كانت جلها من مساهمات المحسنين وجزء آخر منها كان في شكل قروض أعيدت لأصحابها بعد حوالي أقل من سنة. فأنت حين تعلن مشروع ما وتتلقى إقتراحات الجميع وتشركهم وتشرفهم على إنجاحه.إنما تكون قد أسست الأركان الصلبة لإنجاحه....ليس وحسب، بل إن هذا الأسلوب المؤسساتي والشفاف كفيل بإعطاء الشرعية لكل مشروع، ويشجع على التواصل بين الجمعية وباقي المشاركين والمساهمين. وهذا ماحصل فعلا، ففي ماي 2009 عقد جمع عام قصد تجديد المكتب، إلتحق عدد لابأس به من الطاقات والأطر الجديدة أغلبهم شباب من كل الشرائح. كان من شأنه ضخّ دينامية جديدة في الجمعية أثرت إيجابا على عمله، فقمنا بتكوين لجان تنظيمية للرقيّ بالعمل أكثر وتوزيع المهامات. أنشئنا على سبيل المثال لجنة التعليم، لجنة الأعمال الإجتماعية، لجنة الأنشطة والتواصل الخارجي، لجنة الشباب، لجنة المرأة، ألخ
 س) عن ذكر المرأة ،هل لها دور فعال في العمل الجمعوي دور المرأة كان دائما حاضرا، وإن كان باهتا في البداية إلا أنه أصبح أكثر فاعلية في ما بعد، فالنساء في الجمعية هن من يقمن بتعليم اللغة العربية للأطفال والخرجات الترفيهة وأنشطة نسوية أخرى مثل محو الأمية والدروس الذينية وكذا تعليم اللغة الإسبانية. منذ مايقارب أربع سنوات صرنا وبشكل مستمر ننظِّم في بالمسجد وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة يوما دراسيا حول المرأة موجه بالخصوص لفائدة المرأة المهاجرة. هذا لنشاط أصبح يحضره عدة فعاليات من المجتمع المدني والمسؤولين الرسميين..
 س) ما نوع العلاقات التي تجمعكم مع باقي مكونات المجتمع من مؤسسات رسمية ومدنية نحرص على نسج علاقات جيدة مع كل الفعاليات المدنية منها والرسمية وباقي جمعيات المدينة، نلتزم بحضور الإجتماعات واللقاءات كما نساهم في تنظيم الحفلات الثقافية ذات الطابع التواصلي. هذا النشاط كان ثمرة تأسيس الجمعية الثقافية الإسلامية بطراسة سنة 1996 بعد أن تم تأسيس الجمعية الإسلامية بطراسة ذات الطابع الديني سنة 1991. في سنة 2010 ذهبنا إلى حد المساهمة في تأسيس مجلس الديانات الذي يضم الهيآت الدينية الأكثر حضورا على المستوى المحلي (الإسلام، المسيحية، الإنجيلية والبهائية) وكانت بذلك مدينة طراسة سباقّة إلى تأسيس أول مجلس محلي للديانات في إسبانيا. هذا المجلس يهدف إلى تعزيز التعايش والتواصل بين الأديان، والتأكيد على حرية الدين والمعتقد والدفاع عنها كواحدة من الحريات المدنية للمواطنين. يقوم هذا المجلس، الذي تترأسه كل سنة إحدى الهيآت الدينية بشكل دوري، بالتعبير عن مواقفه وادفاع عنها كلما دعت إلى ذالك الضرورة كشجبه لإنفجارات كنيسة الإسكندرية وإنفجارات مراكش، كما قام بالتنديد بأعمال تلك الجماعة التي كانت تهدد وتستفز المهاجرين المغاربة بطراسة. فنحن في تنسيق وتعاون دائمين من أجل خدمة صالح الوطن والمواطن في هذا البلد، في جو من الود وتشارك الرأي والإحترام المتبادل. نواضب كذلك على إحياء أيام ثقافية للتعريف بالثقافة الإسلامية، ونفتح المسجد كل أربعة أشهر أمام العموم حتى يتسنى للجميع التعرف عن قرب على الثقافة والدين الإسلاميين، توزع فيه كتب بالمجان لهذا الغرض، وتترك الحرية للزوار لإلتقاط الصور التذكارية والتجوال بحرية. هناك أيضا نشاط الأبواب المفتوحة والذي ينظم بشكل سنوي، فبالإضافة تعميم الخبر والإعلان عنه عبر مختلف الوسائل فإننا نقيم بتوزيع الدعوات على كل جيران المسجد من سكان ومحلات تجارية، نوجه كذلك إستدعاءات شخصية للمسؤولين المحليين و ممثليْ الجمعيات. وبذلك يحضى هذا النشاط بإهتمام كبير حيث يحصره العديد من الفعاليات وتغطيه وسائل الإعلام المحلية وهو فرص للتقارب وشرح برامج الجمعية و أهدافها وتقدم شروحات معززة بالصور و الفديو لأنشطتها وشعائرها الدينية من الصلوات الخمس، الجمعة، العيدين، مؤدبة رمضان، محاضرات، رحلات أيام ثقافية، أنشطة التعليم والتوعية ومشاركات خارجية وغيرها.. هذا على المستوى الجمعية، فكيف يبدو لكم المشهد على مستوى الإتحادات و التكتلات نحن دائما مع لم شمل المسلمين ولابد من التوحد. لقد عرف تسيير الشأن الديني الإسلامي عدة مشاكل ومخاضات يمكن أن ألخصها في عدم التوصل إلى نموذج إسلامي ـ إسباني يمثل المسلمين في هيأة واحدة قادرة على رفع التحديات المطروحة منذ سنين مثل صراع الأجيال، تجديد الكوادر ، رهانات الشأن الديني في إسبانيا، إستراتيجية التمثيل والتسيير والتفاعل مع المستجدات الحالية، الإكراهات السياسية والفكرية والفقهية الجديدة المطروحة في بلاد المهجر وكذا الاستفادة من التجارب الخارجية.. لابد أن أذكِّر بأمرٍ مهم وهو أن تمثيلية المسلمين وتسيير الشأن الديني في إسبانيا هما من أهم القضايا التي تشغل بال ممثلي ومسؤولي الجمعيات والمساجد وكذا الرأي العام لذى المواطنين المسلمين خاصة وأن هناك صراع كبير على الريادة في تمثيل المسلمين بين الفدراليات والإتحادات والتي منها ما هو جهوي وما هو على صعيد وطني. وقد زاد من حدة الإنقسام ظهور فاعلين جدد مثل المجالس والفدراليات الصغيرة في جل المناطق الإسبانية التي في ظل تعدد وإختلاف توجهات النخب المسيرة لها من الناحية الفكرية والتنظيمية فإنها تجعل تمثيلية الشأن الديني الإسلامي في إسبانيا أمرا يزداد تعقيدا. لكن نرجو أن تكون هذه الأخيرة فنحن نظم صوتنا لمن يهدف لتكثل يجمع كل المسلمين ويمثل شأنهم أحسن تمثيل.
 س)هل ترى أن هناك موانع تحول دون ذالك , طبعا هناك حواجز. أولا وكما ذكرت هناك صعوبات تتمثل في الإختلافات الفكرية وتعدد التوجهات التنظيمية للكوادر المسؤولة على الفيدراليات والمجالس الجهوية ثانيا عدم إخلاص النية وعدم وضوح الرؤية، فالكل ينادي ويدعي بالوحدة، لكن في الحقيقة هناك من هم مندسِّين من المصلحيين من لا يبحث إلا عن المصالح الشخصية الضيقة وهنا أنبه وأحذر مسؤولي الجمعيات بتحمل مسؤولياتهم أمام الله والتاريخ وأن لا يعطوا صوتهم إلا لمن يستحقه وهذا ينطبق على المستوى الإقليمي كما هو على المستوى الوطني.
 كلمة أخيرة- نظرة و امال على المدى القريب، أرجو تقارب الجمعيات، ليتسنى لها كسب التجربة والخبرة في الميذان، وتجدد اساليب العمل لتكون أكثر إنفتاح وأكثر ديمقراطية وأن يتم الإعتماد على الطاقات الشابة لأن كل المشاريع الجمعوية التي تعتمد على الشباب تنجح لا محالة. أما على المدى البعيد، أتمنى لو أن تضم تمثيلية الشأن الديني الإسلامي مسلمين من أصل إسباني كما كان الأمر في البداية لأنهم هم أهل هذه الأرض والأدرى بها في العديد من المجالات، نفس الأمر أقوله بالنسبة للمسلمين الذين ليسوا من أصل إسباني لاكن إزدادوا وتربوا هنا، وأخيرا ينبغى أن يكون الشأن الديني الإسلامي مستقلا وأن نصل إلى مرحلة لا يكون فينا ولا منا من يتلقى تعليمات وإملاءات من جهة معينة أو يرضخ لضغوط من هنا أو من هناك.. وشكرا..

No hay comentarios:

C/ Jaén 34 Baixos, Esquerra, 08226 Terrassa (Barcelona) , Tef. 0034 650 452 471 Email. ucidcat@yahoo.es